بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ} (56)

ثم قال عز وجل : { وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } يعني : ما خلقتهم ، إلا أمرتهم بالعبادة ، فلو أنهم خلقوا للعبادة لما عصوا طرفة عين . وقال مجاهد : يعني ما خلقتهم إلا لآمرهم ، وأنهاهم . ويقال : { إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } يعني : إلا ليوحدون ، وهم المؤمنون ، وهم خلقوا للتوحيد والعبادة ، وخلق بعضهم لجهنم ، كما قال : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الجن والإنس لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ أولئك كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ أولئك هُمُ الغافلون } [ الأعراف : 179 ] فقد خلق كل صنف للأمر ، والنهي الذي يصلح له .