جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يَنَالُهُمۡ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوۡنَهُمۡ قَالُوٓاْ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ} (37)

{ فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا } تقوّل عليه ما لم يقله { أو كذّب بآياته } أو كذب ما قاله { أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب } ينالهم ما كتب عليهم وهو قوله : ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ) ( الزمر : 6 ) ، أو ما وعدوا في الكتاب من خير أو شر أو ما أثبت لهم في اللوح المحفوظ أو مما كتب لهم من العمل والرزق{[1610]} والعمر { حتى إذا جاءتهم رسلنا } ملك الموت وأعوانه { يتوفّونهم } أي : أرواحهم حال من الرسل { قالوا } جواب إذا { أين ما كنتم } ما موصولة أي : أين الآلهة التي كنتم { تدعون{[1611]} } تعبدونها { من دون الله } وهو سؤال وتقريع { قالوا ضلّوا عنا } غابوا فلا نراهم ولا ننتفع بهم { وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين{[1612]} } .


[1610]:هذا القول قوي في المعنى والسياق يدل عليه وإن كان الأول والثاني منقولين عن أكثر السلف/12 منه.
[1611]:تستغيثونها في طلب حوائجكم/12 وجيز.
[1612]:فالمقصود من الآية زجر الكفار عن الكفر؛ لأن التهويل بذكر هذه الأحوال مما يحمل العاقل على المبالغة في النظر والاستدلال والتشدد في الاحتراز عن التقليد/12 كبير.