جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ ٱدۡخُلُواْ فِيٓ أُمَمٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ فِي ٱلنَّارِۖ كُلَّمَا دَخَلَتۡ أُمَّةٞ لَّعَنَتۡ أُخۡتَهَاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعٗا قَالَتۡ أُخۡرَىٰهُمۡ لِأُولَىٰهُمۡ رَبَّنَا هَـٰٓؤُلَآءِ أَضَلُّونَا فَـَٔاتِهِمۡ عَذَابٗا ضِعۡفٗا مِّنَ ٱلنَّارِۖ قَالَ لِكُلّٖ ضِعۡفٞ وَلَٰكِن لَّا تَعۡلَمُونَ} (38)

{ قال } الله لهم يوم القيامة { ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار } أي : ادخلوا في النار كائنين في زمرة أمم تقدم زمانهم أي : كفار الجن والإنس { كلما دخلت أمّة } في النار { لعنت أختها } في الدين التي ضلت بالاقتداء بها { حتى إذا ادّاركوا } تلاحقوا واجتمعوا { فيها جميعا قالت أُخراهم } دخولا في النار { لأُولاهم } أي : لأجل أولهم دخولا ، أي : الأتباع للمتبوعين ، فإن المتبوع دخل قبل التابع ؛ لأنه أشد جرما ، أو آخر كل أمة لأولها ، أو أهل آخر الزمان لأولهم الذين شرعوا لهم ذلك الدين { ربنا هؤلاء أضلّونا } أي : سنوا لنا الضلال فاقتدينا بهم { فآتهم عذابا ضِعفا } مضاعفا { من النار } : أي : أضعف عليهم العقوبة { قال{[1613]} لكل ضعف } أي : لكل واحد ضعف من عذاب جهنم في هذا الحين ، أو لكل عذاب لا مزيد له ، أو عذاب ضعف ما يتصور أحدكم في شأن الآخر { ولكن لا تعلمون } ما لكل فريق منكم من العذاب .


[1613]:الله تعالى/12.