جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٞ مِّنَ ٱلۡإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٖ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقٗا} (6)

{ وأنه كان رجال من الإنس ويعودون برجال من الجن } إذا نزلوا واديا في الجاهلية قالوا : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه ، كما كانت عادتهم دخول بلاد الأعداء في جوار رجل كبير منهم ، وخفارته ، { فزادوهم } أي : الجن والإنس ، { رهقا } : إخافة وإرهابا ، عن عكرمة : كان إذا نزل الإنس واديا هرب الجن منهم ، فلما سمع الجن يقول الإنس : نعوذ بأهل هذا الوادي قالوا : نراهم يفرقون منا كما نفرق منهم فدنوا من الإنس فأصابوهم بالجنون ، والخبل ، أو فزاد الجن تكبرا وطغيانا بسبب استعاذة الإنس بهم ،