جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

{ ذرني ومن خلقت وحيدا{[5192]} } : ، حال من الضمير المحذوف أي : خلقته حال كونه وحيدا لا مال له ، ولا ولد له ،


[5192]:وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: إن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوكه، فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له، وأنك كاره له، قال: وماذا أقول؟! فو الله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني لا برجزه، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه هذا الذي يقول شيئا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلوا، وما يعلى، وإنه ليحتم ما تحته، قال: والله لا يرضى قومك حتى تقوم فيه، قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت "ذرني ومن خلقت وحيدا" أخرجه الحاكم وصححه البيهقي في الدلائل، وقد أخرجه عبد الرزاق عن عكرمة، وكذا غير واحد/12 فتح.