الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

- ثم قال تعالى : ( ذرني ومن خلقت وحيدا )

أي : كل- يا محمد- أمر هذا الذي خلقته في بطن أمه وحيدا لا شيء له من مال ولا ولد ، يعمي بذلك الوليد بن المغيرة المخزومي {[71396]} . قال ابن عباس : " أَنزلَ الله في الوليد بن المغيرة ( ذرني ) {[71397]} ( ومن خلقت وحيدا ) . [ وقوله : ( فوربك لنسألنهم أجمعين . . . ) إلى آخرها " {[71398]} .

وقيل معناه : دعني يا محمد ومجازاة من خلقته وحده {[71399]} ، فيكون " وحيدا " {[71400]} ]

على القول الأول حالا {[71401]} من الهاء المحذوفة في " خلقته " {[71402]} . وعلى ( هذا ) {[71403]} القول ألآخر حالا من التاء في " خلقته " . وفي هذا الكلام تهدد عظيم ووعيد {[71404]} . والعرب تقول : ذرني وزيدا ، أي : كِل عقوبته ومطالبتَه إلي .

فالمعنى : كلْ- يا محمد- عقوبة هؤلاء إلي ، فلست أحتج [ في ذلك ] {[71405]} إلى معين ولا ظهير . ويروى أنه كان يقول : أنا الواحد بن الوحيد ، ليس لي من العرب نظير ولا لأبي المغيرة نظير {[71406]} .


[71396]:- كان الوليد من قضاة العرب في الجاهلية ومن زعماء قريش، أدرك الإسلام وهو شيخ هرم، وكان من أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد نزل فيه القرآن، وهو والد سيف الله خالد بن الوليد، هلك الوليد بعد الهجرة بثلاثة أشهر. انظر المحبر: 161 والأعلام 8/122.
[71397]:- أ: قوله ذرني.
[71398]:- الحجر: 92. وانظر جامع البيان 29/152.
[71399]:- ث: وحدي.
[71400]:- ما بين معقوفتين ساقط من م.
[71401]:- أ: حال.
[71402]:- انظر إعراب ابن الأنباري 2/474.
[71403]:- ساقط من ث.
[71404]:- أ، ث: تهدد ووعيد عظيم.
[71405]:- زيادة من أ.
[71406]:- هو قول ابن عباس في تفسير القرطبي 19/71.