{ ذرني } أي : اتركني على أي حالة اتفقت { ومن خلقت } معطوف على المفعول أو مفعول معه . وقوله تعالى : { وحيداً } فيه أوجه : أحدها : أنه حال من الياء في ذرني أي : ذرني وحدي معه فأنا أكفيك في الانتقام منه ، الثاني : أنه حال من التاء في خلقت أي : خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أحد فأنا أهلكه ، الثالث : أنه حال من عائد المحذوف أي : خلقته وحيداً ، فوحيداً على هذا حال من ضمير المفعول المحذوف أي : خلقته في بطن أمّه وحيداً لا مال له ولا ولد ، ثم أعطيته بعد ذلك ما أعطيته ، قاله مجاهد . الرابع : أن ينتصب على الذم لأنه يقال : إنّ وحيداً كان لقباً للوليد بن المغيرة المخزومي ومعنى وحيداً : ذليلاً قيل : إنه كان يزعم أنه وحيد في فضله وماله وليس في ذلك ما يقتضي صدق مقالته لأنّ هذا اللقب له شهرة به ، وقد يلقب الإنسان بما لا يتصف به وإذا كان لقباً تعين نصبه على الذم . قال ابن عباس : كان الوليد يقول : أنا الوحيد بن الوحيد ليس لي في العرب نظير ولا لأبي المغيرة نظير .
قال الرازي : وردّ هذا القول بعضهم بأنه تعالى لا يصدقه في دعواه تلك بأنه وحيد لا نظير له ذكره الواحدي وهو ضعيف من وجوه ثلاثة : لأنه قد يكون الوحيد علماً فيزول السؤال لأنّ اسم العلم لا يفيد في المسمى صفة بل هو قائم مقام الإشارة . الثاني : أن يكون ذلك بحسب ظنه واعتقاده كقوله عز وجل { ذق إنك أنت العزيز الكريم } [ الدخان : 49 ] . الثالث : أنه وحيد في كفره وعناده وخبثه لأن لفظ الوحيد ليس فيه أنه وحيد في العلو والشرف . الرابع : قال أبو سعيد : الوحيد الذي لا أب له كما تقدم في الزنيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.