غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

1

ثم إنه هدد الوليد وسلى نبيه بقوله { ذرني ومن خلقت وحيداً } وهو كقوله في المزمل { فذرني والمكذبين }

[ الآية :11 ] وقوله { وحيداً } من غير شكة أحد أو من " مفعول " خلقت المحذوف أي خلقته وهو وحيد فريد لا مال له ولا ولد . ويجوز أن يكون نصباً على الذم والمراد أذم وحيداً بناء على أن الوليد كان يلقب بالوحيد فإن كان علماً فلا إشكال ، وإن كان صفة على ما روى أنه كان يقول أنا الوحيد بن الوحيد ليس لي في العرب نظير ولا لأبي نظير ، وهو استهزاء به وتهكم بحسب ظنه واعتقاده نحو ذق أنك أنت العزيز الكريم } [ الدخان :49 ] فيفيد أنه ليس وحيداً في العلو والشرف ولكنه وحيد في الخبث والدناءة والكفر . وقيل : إن { وحيداً } مفعول ثان قال أبو سعيد الضرير : الوحيد الذي لا أب له فيكون طعناً في نسبه كما في قوله

{ عتل بعد ذلك زنيم } [ ن :13 ] .

/خ56