الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

وقوله تعالى : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } الآية ، لا خلافَ بَيْنَ المفسرين أن هذه الآيةَ نزلتْ في الوليدِ بن المغيرةِ المخزومي ، فَرُوِيَ أنَّه كَانَ يُلَقَّبُ الوحيدَ أي : لأنه لاَ نَظِيرَ له في مالهِ وشَرَفهِ في بيتِه ، فَذَكَرَ الوَحِيدَ في جملة النِّعَمِ التي أُعْطِيَ ، وإنْ لم يَثْبُتْ . هذا فقوله تعالى : { خَلَقْتُ وَحِيداً } معناه : منفَرِداً قليلاً ذَلِيلاً ، والمالُ الممدودُ قال مجاهد وابن جبير : هو ألْفُ دينار ، وقال سفيان : بلغني أَنَّهُ أربَعة آلافٍ ؛ وقاله قتادة : وقيل عَشَرَةُ آلافِ دينار ، قال ( ع ) : وهذا مَدّ في العدَدِ .