فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } أي دعني ، وهي كلمة تهديد ووعيد ، والمعنى : دعني والذي خلقته حال كونه وحيداً في بطن أمه لا مال له ولا ولد ، هذا على أن وحيداً منتصب على الحال من الموصول ، أو من الضمير العائد إليه المحذوف ، ويجوز أن يكون حالاً من الياء في ذرني : أي دعني وحدي معه ، فإني أكفيك في الانتقام منه ، والأوّل أولى . قال المفسرون : وهو الوليد بن المغيرة . قال مقاتل : يقول : خلّ بيني وبينه ، فأنا أنفرد بهلكته ، وإنما خص بالذكر لمزيد كفره وعظيم جحوده لنعم الله عليه . وقيل : أراد بالوحيد الذي لا يعرف أبوه ، وكان يقال في الوليد بن المغيرة : أنه دعيّ .

/خ30