جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةٗ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ} (46)

{ ولو أرادوا الخروج } ، معك إلى القتال ، { لأعدوا له } ، للخروج ، { عدة } ، أهبة من الزاد والركوب ، أي : هم أهل ثروة واستطاعة ، { ولكن كره الله انبعاثهم } ، يعني ما خرجوا ولكن{[1985]} تثبطوا ؛ لأن الله أبغض خروجهم معك ، { فثبطهم } ، حبسهم ومنعهم عن الخروج ، { قيل اقعدوا } ، في بيوتكم تمثيل لإلقاء الله تعالى كراهة الخروج في قلوبهم ، أو قال بعضهم لبعض ، { مع القاعدين } ، الذين لهم عذر ، أو مع الصبيان والنسوان وعلى هذا صلاحكم في تخلفهم ، وعتاب الله تعالى عليه لمبادرة الإذن في التخلف .


[1985]:ومن حق حرف الاستدراك كالتوسط بين كلامين متغايرين نفيا وإثباتا وظاهر الآية أنهم لم يريدوا الخروج فلم يستعدوا لكن كره الله فبين الشارح ملخصه وهو أن نفي إرادتهم الخروج يستلزم نفي خروجهم وكراهة الله انبعاثهم يستلزم تثبطهم عن الخروج فيئول حاصله إلى ما فسره وهو في غاية الانتظام/12 منه.