جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامٗا وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامٗا لِّيُوَاطِـُٔواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (37)

{ إنما النسيء } : هو تأخير تحريم شهر إلى شهر آخر وذلك لأنه إذا جاء شهر حرام وهم محاربون أحلوه وحرموا بدله شهرا من أشهر الحل ، حتى رفضوا خصوص الأشهر الحرم واعتبروا مجرد العدد ، { زيادة في الكفر } : فإن تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرمه كفر ضموه إلى كفرهم ، { يضل به الذين كفروا } : ضلالا زائدا ، { يحلونه } أي : النسيء من الأشهر الحرم ، { عاما ويحرمونه عاما } : إذا قاتلواِّ{[1965]} فيه أحلوه وإذا لم يقاتلوا فيه حرموه ، { ليواطئوا } : متعلق بما دل عليه الكلام ، أي : حرموا مكانه شهرا آخر ليوافقوا ، { عدة ما حرم الله } : لا يزيد ولا ينقص الأشهر الحرم من الأربعة ، { فيحلوا ما حرم الله } : فإنه لم يحرموا الشهر الحرام بل وافقوا في العدد وحده ، قيل : وربما زادوا في عدد الشهور فيجعلونها ثلاثة عشر أو عشر ليسع لهم الوقت فلذلك قال تعالى : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر " الآية ، { زين لهم سوء أعمالهم } : فإن الشيطان يغويهم ، { والله لا يهدي القوم الكافرين } ، أي : لا يهدي من هو في علم الله كافر مؤبد الكفر أو معناه ، لا يهديهم في حال كفرهم .


[1965]:قد نقل إن جنادة بن عوف الكناني كان يقوم على جمل في الموسم ينادي: إن آلهتكم قد أحلت لكم المحرم فأحلوه ثم ينادي في القابل إن آلهتكم قد حرمت عيكم الحرم فحرموه/ منه.