جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالٗا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (47)

{ لو خرجوا } ، يبين{[1986]} وجه كراهته تعالى ، { فيكم ما زادوكم } ، بخروجهم شيئا ، { إلا خبالا } ، فسادا ولا يلزم من هذا{[1987]} أن يكون للمؤمنين فساد وهم زادوه ، { ولأوضعوا } ، لأسرعوا ركائبهم{[1988]} ، { خلالكم{[1989]} } ، في وسطكم بإيقاع العداوة للنميمة ، { يبغونكم الفتنة } ، يريدون أن يفتنونكم {[1990]} بإيقاع الخلاف{[1991]} فيكم ، { وفيكم سماعون لهم } ، مطيعون {[1992]} مستجيبون لحديثهم أو سماعون لهم الأخبار لينقلوها عليهم ، { والله عليم بالظالمين } ، فيجازيهم .


[1986]:وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بالجهاد لغزوة تبوك فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عسكره على ثنية الوداع وضرب عبد الله بن أبي على ذي حرة أسفل من ثنية الوداع ولم يكن لأقل العسكرين فلما سار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تخلف عنه عبد الله بن أبي فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب فأنزل الله تعالى يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم: "لو خرجوا"، الآية/ معالم.
[1987]:لأن المستثنى منه كما بينا هو أعلم العام الذي شيئا والاستثناء متصل مفرغ/12 منه.
[1988]:فمفعول أوضعوا محذوف هو ركابهم 12.
[1989]:من وضع البعير: أسرع.
[1990]:كذا في الأصل بإثبات النون.
[1991]:فإنهم نمامون حرفتهم النميمة/ وجيز.
[1992]:قاله قتادة (منه).