جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الشمس مكية

وهي خمس عشرة آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{ والشمس و ضحاها{[5392]} } أي : ضوءها إذا أشرقت ، وعن قتادة هو النهار كله


[5392]:أقسم سبحانه بهذه الأمور، وله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، وقال قوم: إن القسم بهذه الأمور ونحوها مما تقدم ومما سيأتي هو على حذف مضاف، أي: ورب الشمس، وهكذا سائرها ولا ملجئ إلى هذا ولا موجب له، قال الرازي: المقصود من هذه السورة الترغيب في الطاعات، والتحذير من المعاصي، وقد أقسم تعالى بأنواع مخلوقاته، المشتملة على المنافع العظيمة ليتأمل المكلف فيها، ويشكر عليها لأن ما أقسم الله تعالى به يحصل منه وقع في القلب، وأقسم الله في هذه السورة بسبعة أشياء، إلى قوله:{ قد أفلح من زكاها}، فأقسم بالشمس وضحاها، فإن أهل العالم كانوا كالأموات في الليل، فلما ظهر أثر الصبح صارت الأموات أحياء، وتكاملت الحياة وقت الضحوة، وهذه الحالة تشبه أحوال القيامة، ووقت الضحى يشبه استقرار أهل الجنة فيها، انتهى/12 فتح.