تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا} (1)

مقدمة السورة:

[ سورة { والشمس وضحاها } ]{[1]}

الآية 1 : قوله تعالى : { والشمس وضحاها } قالوا : تأويله : والشمس وضوئها [ وقيل : وحرها ]{[23663]} وقيل : ونهارها . وهذا في موضع القسم ؛ وذلك لأن الله تعالى جعل في الشمس معاني تدل على لطائف حكمته وعجائب تدبيره ، وجعلها{[23664]} في النهاية من البركات وفي النهاية من الآيات .

فمن عجيب تدبيره أنه جعل نورها بحيث تهلك نور الظل حتى إذا بدت في مكان أذهبت نور الظل ونور السراج ونور القمر ، وستر نورها الكواكب عن أن ترى ، وجعلها بحيث يظهر بها هباء الهواء . فبين أن الهواء ذو هباء .

ألا ترى أنك إذا نظرت في المشكاة حين تسقط الشمس فيها تبين لك بها [ هباء ]{[23665]} الهواء ، ولو أراد أحد من الخلائق أن يدرك المعنى الذي به استنارت هذه{[23666]} الشمس كل ، ولم{[23667]} يقف عليه ؟

ثم [ من ]{[23668]} بركتها أن بحرارتها صالح الأغذية ، وبها صالح النبات ، وبها يكبس الحب ، وبها تنضج الفواكه .

ومن عجيب تدبيره أنه جعلها بالنائي عن كل شيء له بها صلاح ؛ إذ لو دنت منه{[23669]} لكانت تحرق الأشياء كلها .

ومن آياتها أن جعلت بحيث تسير ، وتقطع كل يوم مسيرة ألف عام ما يتعذر على الذي خلق للسير والمشي قطع المسافة بمدة كثيرة ، وهي أيضا تظهر جود الرب ، جل جلاله ، لأن منافعها تعم الخلق كلهم برهم وفاجرهم والولي منهم والعدو ، فأقسم الله بها ليزيل عن الكفرة الشبهة التي تعترض لهم من أمر الدين : إما في التوحيد [ وإما ]{[23670]} في الرسالة [ وإما ]{[23671]} في البعث ، والله أعلم .


[1]:- في ط ع: سمح.
[23663]:من م، ساقطة من الأصل .
[23664]:في الأصل وم: وجعل.
[23665]:من م، ساقطة من الأصل .
[23666]:في الأصل وم: هذا.
[23667]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[23668]:من م، ساقطة من الأصل .
[23669]:في الأصل وم: منها.
[23670]:في الأصل وم: منها.
[23671]:في الأصل وم: أو.