السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي خمس عشرة آية وأربع وخمسون كلمة ومائتان وسبعة وأربعون حرفاً .

{ بسم الله } الذي له الأسماء الحسنى { الرحمن } الذي يعلم السرّ وأخفى { الرحيم } الذي خص خواصه بالفردوس الأعلى .

وقوله تعالى : { والشمس } ، أي : الجامعة بين النفع والضرّ ، بالنور والحرّ { وضحاها } قسم وقد تقدّم الكلام على أن الله تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته وقيل : التقدير ورب الشمس إلى تمام القسم . واختلف في قوله تعالى : { وضحاها } فقال مجاهد والكلبي : ضوءها وقال قتادة : هو النهار كله . وقال مقاتل : هو حرّها ، وقال لقوله تعالى في طه : { ولا تضحى } [ طه : 119 ] ، أي : لا يؤذيك الحرّ . وقال البريدي : انبساطها . قال الرازي : إنما أقسم بالشمس لكثرة ما يتعلق بها من المصالح ، فإن أهل العالم كانوا كالأموات في الليل ، فلما ظهر الصبح في المشرق صار ذلك الضوء كالروح الذي تنفخ فيه الحياة فصارت الأموات أحياء ، ولا تزال تلك الحياة في القوّة والزيادة إلى غاية كمالها وقت الضحوة ، وذلك يشبه استقرار أهل الجنة .