المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ} (48)

تفسير الألفاظ :

{ ومهيمنا عليه } أي رقيبا ، من هيمن عليه أي راقبه ، والمراد رقيبا على سائر الكتب السماوية يشهد لها بالصحة . { ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق } أي ولا تتبع أهواءهم بالانحراف عما جاءك من الحق و{ أهواءهم } جمع هوى ، وهو ما تشتهيه النفس . { شرعة } أي شريعة ، والشريعة في الأصل الطريقة ، إلى الماء ، { ومنهاجا }أي طريقا واضحا من قولهم نهج الأمر ينهج اتضح . { ولكن ليبلوكم } أي ليختبركم . يقال بلاه يبلوه بلاء ، اختبره وامتحنه . { فاستبقوا الخيرات } أي فابتدروها . { فينبئكم } أي فيخبركم .

تفسير المعاني :

وأنزلنا إليك القرآن متلبسا بالحق ومصدقا لما تقدمه من الكتاب ، أي جنس الكتاب السماوي ، ومراقبا عليه حتى لا يعرفه المحرفون ، فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم بالانحراف عما جاءك من الحق ، قد جعلنا لكل أمة منكم أيها الناس شريعة وطريقا إلى الكمال ، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكنه آتاكم بشرائع مختلفة مناسبة للعصور التي نزلت فيها ليختبركم في الاضطلاع بما آتاكم ، فتبادروا الخيرات ، إلى الله مردكم جميعا فيخبركم بما كنتم فيه تختلفون .