وقوله : { الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ }
( الآن ) حرف بنى على الألف واللام لم تخلع منه ، وترك على مذهب الصفة ؛ لأنه صفة في المعنى واللفظ ؛ كما رأيتهم فعلوا في ( الذي ) و ( الذين ) فتركوهما على مذهب الأداة ، والألف واللام لهما غير مفارقتين . ومثله قال الشاعر :
فإن الألاء يعلمونك منهم *** كعلمى مظَّنُّوك ما دمت أشعرا
فأدخل الألف واللام على ( ألاء ) ثم تركها مخفوضة في موضع النصب ؛ كما كانت قبل أن تدخلها الألف واللام . ومثله قوله :
وأنى حُبست اليوم والأمسِ قبله *** ببابك حتى كادت الشمس تغرب
فأدخل الألف واللام على ( أمس ) ثم تركه مخفوضا على ( جهته الأولى ) . ومثله قول الآخر :
تفقَّأُ فوقه القَلَع السوارى *** وجُنَّ الخاز بَازَ به جنونا
فمثل ( الآن ) بأنها كانت منصوبة قبل أن تدخل عليها الألف واللام ، ثم أدخلتهما فلم يغيراها . وأصل الآن إنْما كان ( أوان ) حذفت منها الألف وغيَّرت واوها إلى الألف ؛ كما قالوا في الراح : الرَيَاح ؛ أنشدني أبو القمقام الفقعسى :
كأن مَكَا كِىَّ الجِواء غُدَيَّةً *** نشاوَى تساقَوا بالرَيَاح المفَلْفَل
فجعل الرياح والأوان على جهة فَعَل ومرة على جهة فعال ؛ كما قالوا : زمن وزمان . وإن شئت جعلت ( الآن ) أصلها من قولك : آن لك أن تفعل ، أدخلت عليها الألف واللام ، ثم تركتها على مذهب فَعَلَ فأتاها النصبُ من نصب فعلَ . وهو وجه جيِّد ؛ كما قالوا : نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيلَ وقالَ وكثرة السؤال ، فكانتا كالاسمين فهما منصوبتان . ولو خفضتا على أنهما أخرجتا من نيَّة الفعل كان صوابا ؛ سمعت العرب تقول : من شُبَّ إلى دُبَّ بالفتح ، ومن شُبٍّ إلى دُبٍّ ؛ يقول : مذ كان صغيرا إلى أن دَبّ ، وهو فَعَلَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.