ودخول الهمزة الاستفهامية في { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ } على ثم كدخولها على الواو والفاء ، وهي لإنكار إيمانهم ، حيث لا ينفع الإيمان ، وذلك بعد نزول العذاب ، وهو يتضمن معنى التهويل عليهم ، وتفظيع ما فعلوه في غير وقته ، مع تركهم له في وقته الذي يحصل به النفع والدفع ، وهذه الجملة داخلة تحت القول المأمور به ، وجيء بكلمة ثم التي للتراخي ؛ دلالة على الاستبعاد . وجيء بإذا مع زيادة ما للتأكيد ؛ دلالة على تحقق وقوع الإيمان منهم في غير وقته ، ليكون في ذلك زيادة استجهال لهم ، والمعنى : أبعد ما وقع عذاب الله عليكم ، وحلّ بكم سخطه وانتقامه آمنتم ، حين لا ينفعكم هذا الإيمان شيئاً ، ولا يدفع عنكم ضرّاً .
وقيل إن هذه الجملة : ليست داخلة تحت القول المأمور به ، وأنها من قول الملائكة استهزاء بهم ، وإزراء عليهم . والأول : أولى . وقيل : إن ثم هاهنا ، هي بفتح الثاء ، فتكون ظرفية بمعنى هناك . والأوّل : أولى .
قوله : { الآن وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } قيل : هو استئناف بتقدير القول ، غير داخل تحت القول الذي أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقوله لهم ، أي قيل لهم عند إيمانهم بعد وقوع العذاب : آلآن آمنتم به وقد كنتم به تستعجلون : أي بالعذاب تكذيباً منكم واستهزاء ؛ لأن استعجالهم كان على جهة التكذيب والاستهزاء ، ويكون المقصود بأمره صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم هذا القول : التوبيخ لهم ، والاستهزاء بهم ، والإزراء عليهم ، وجملة { وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } في محل نصب على الحال ، وقرئ : «آلآن » بحذف الهمزة التي بعد اللام ، وإلقاء حركتها على اللام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.