تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنتُم بِهِۦٓۚ ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ} (51)

وقوله تعالى : ( أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ أَالآنَ ) قيل : أي العذاب إذا نزل بكم آمنتم به الآن . يخبر عنه أنهم إذا نزل بهم العذاب يؤمنون .

ثم يحتمل قوله : ( آمنتم به ) أي بالله وبرسوله كقوله : ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين )[ غافر : 84 ] ثم أخبر أن إيمانهم لا ينفعهم عند معاينتهم العذاب ، وهو كقوله : ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا )[ غافر : 85 ] وقوله : ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل )[ الأنعام : 158 ] .

ويحتمل قوله : ( آمَنْتُمْ بِهِ أَالآنَ ) أي بالعذاب لأنهم يكذبون رسول الله في ما يدعوهم بالعذاب ، وهم يستعجلون به استهزاءا وتكذيبا . فإذا نزل بهم آمنوا ، أي صدقوا بذلك العذاب ؛ يقول : ( آمَنْتُمْ بِهِ أَالآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) استهزاءا وتكذيبا أنه غير نازل بكم ذلك ، والله أعلم .