معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ} (5)

قوله عز وجلّ : { يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالناسِ } .

فالناس ها هنا قد وقعت على الجنة وعلى الناس ، كقولك : يوسوس في صدور الناس : جنتهم وناسهم ، وقد قال بعض العرب وهو يحدّث : جاء قوم من الجن فوقفوا ، فقيل : من أنتم ؟ فقالوا : أناس من الجن ، وقد قال الله جل وعز : { أنّه اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنّ } ، فجعل النفر من الجن كما جعلهم من الناس ، فقال جلّ وعز : { وأَنَّهُ كان رِجالٌ من الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ من الجنّ } ، فسمّى الرجال من الجن والإنس والله أعلم .

[ تمّ كتاب المعاني ، وذاك من الله وحده لا شريك له ، والحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على محمد وآله وسلم ]

[ تمت هذه النسخة المباركة بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ، وصلى الله على من لا نبي بعده محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً دائما إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين آمين ] .