الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ} (5)

وقوله جل ذكره : { الذي يوسوس في صدور الناس من جنة والناس } قيل : إن { الناس } المتأخر هنا يراد به( {[78402]} ) الجن ، وذلك أنهم سموا ناسا كما سموا رجالا في قوله : { يعوذون برجال من الجن }( {[78403]} ) .

وحكي عن بعض العرب( {[78404]} ) أنه قال : جاء قوم [ من الجن ] ( {[78405]} ) . ، وقد قال الله في مخاطبة( {[78406]} ) الجن لأصحابهم : { يا قومنا }( {[78407]} ) فسُمُّوا قوماً [ كما يسمى الإنس ] ( {[78408]} ) .

والجِنة جمع جِنّى كما يقال : إنسي وإنس ، والهاء لتأنيث الجماعة مثل : حجار وحجارة( {[78409]} ) .

وقال علي بن سليمان( {[78410]} ) : قوله { الناس } ( معطوف( {[78411]} ) على { الوسواس } ، والتقدير : قل أعوذ برب الناس من الوسواس والناس ، فيكون { الناس } على هذا القول يعني به( {[78412]} ) الإنس( {[78413]} ) .


[78402]:أ: بهم.
[78403]:الجن: 6 وهذا قول الطبري في جامع البيان 30/356.
[78404]:انظر: معاني الفراء 3/302 وجامع البيان 30/356.
[78405]:م، ث: من العرب الجن.
[78406]:أ: مخاطبته.
[78407]:الأحقاف: 30.
[78408]:م، ث: كما لو سمي الإنسان وانظر: المصدرين السابقين.
[78409]:انظر: إعراب النحاس 5/316 اللسان (جنن).
[78410]:هو أبو الحسن علي بن سليمان بن الفضل المعروف بالأخفش الأصغر من أئمة النحو، أخذ عن المبرد وثعلب، كان فقيرا (ت 315)، انظر: البلغة للفيروز آبادي: 158 وبغية الوعاة 2/167.
[78411]:ساقط من أ.
[78412]:أ: بهم.
[78413]:انظر: إعراب النحاس 5/316.