اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ} (5)

{ الذي يُوَسْوِس } : يجوز جره نعتاً وبدلاً [ وبياناً لجريانه مجرى ] الجوامد ، ونصبه ورفعه على القطع .

قال القرطبي{[61179]} : «ووصف بالخناس ؛ لأنه كثير الاختفاء ، ومنه قوله تعالى : { فَلاَ أُقْسِمُ بالخنس } [ التكوير : 15 ] يعني النجوم لاختفائها بعد ظهورها » .

فصل في الكلام على الشيطان

قال مقاتل : إن الشيطان في سورة خنزير ، يجري من ابن آدم مجرى الدم في عروقه ، سلَّطه الله على ذلك ، فذلك قوله تعالى : { الذي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناس }{[61180]} ، وقال صلى الله عليه وسلم : «إنَّ الشَّيطَانَ يَجْرِي من ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ »{[61181]} رواه البخاري ومسلم .

قال القرطبي{[61182]} : «ووسوسته : هو الدعاء إلى طاعته ، حتى يصل به إلى القلب ، من غير صوت » .


[61179]:القرطبي: 20/179.
[61180]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (20/179- 180)، عن مقاتل.
[61181]:تقدم تخريجه.
[61182]:ينظر الجامع لأحكام القرآن (20/179).