الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ} (5)

وأخرج ابن مردويه عن الحكم بن عمير الثمالي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «الحذر أيها الناس ، وإياكم والوسواس الخناس ، فإنما يبلوكم أيكم أحسن عملاً » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال : أول ما يبدأ الوسواس من الوضوء .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مغفل قال : البول في المغتسل يأخذ منه الوسواس .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مرة رضي الله عنه قال : ما وسوسة بأولع ممن يراها تعمل فيه .

وأخرج أبو بكر بن أبي داود في كتاب ذم الوسوسة عن معاوية بن أبي طلحة قال : كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم : «اعمر قلبي من وسواس ذكرك ، واطرد عني وسواس الشيطان » .

وأخرج ابن أبي داود في كتاب ذم الوسوسة عن معاوية في قوله : { الوسواس الخناس } قال : مثل الشيطان كمثل ابن عرس ، واضع فمه على فم القلب ، فيوسوس إليه ، فإذا ذكر الله خنس ، وإن سكت عاد إليه فهو { الوسواس الخناس } .

وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وأبو يعلى وابن شاهين في الترغيب في الذكر والبيهقي في شعب الإِيمان عن أنس عن النبي قال : «إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم ، فإن ذكر الله خنس ، وإن نسي التقم قلبه فذلك { الوسواس الخناس } » .

وأخرج ابن شاهين عن أنس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إن للوسواس خطماً كخطم الطائر ، فإذا غفل ابن آدم وضع ذلك المنقار في أذن القلب يوسوس ، فإن ابن آدم ذكر الله نكص وخنس ، فلذلك سمي { الوسواس الخناس } » .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { الوسواس الخناس } قال : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، وإذا ذكر الله خنس .

وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : ما من مولود يولد إلا على قلبه الوسواس ، فإذا ذكر الله خنس ، وإذا غفل وسوس ، فلذلك قوله : { الوسواس الخناس } .

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : الخناس الذي يوسوس مرة ويخنس مرة من الجن والإِنس ، وكان يقال : شيطان الإِنس أشد على الناس من شيطان الجن ، شيطان الجن يوسوس ، ولا تراه ، وهذا يعاينك معاينة .

وأخرج ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي كثير قال : إن الوسواس له باب في صدر ابن آدم يوسوس منه .

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا وابن المنذر عن عروة بن رويم أن عيسى ابن مريم عليهما السلام دعا ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم ، فجلى له ، فإذا رأسه مثل رأس الحية واضعاً رأسه على ثمرة القلب ، فإذا ذكر الله خنس ، وإذا لم يذكره وضع رأسه على ثمرة قلبه فحدثه .

وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال : الوسواس محله على فؤاد الإِنسان ، وفي عينه ، وفي ذكره ، ومحله من المرأة في عينها ، وفي فرجها إذا أقبلت ، وفي دبرها إذا أدبرت هذه مجالسه .