{ الذي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناس مِنَ الجنة والناس } يعني : يدخل في صدور الجن كما يدخل في صدور الإنس ، ويوسوس لهم ، ويقال : { الناس } في هذا الموضع يصلح للجن والإنس ، فإذا أراد به الجن فمعناه : يوسوس في صدور المؤمنين الذين هم جن { يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناس } يعني : الذين هم من بني آدم ، ويقال : { الناس } معطوف على الوسواس ، ومعناه : { مِن شَرّ الوسواس } ، وَمِن شَرّ الناس ، كما قال في آية أخرى { شياطين الإنس والجن } ، وقال مقاتل : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له جبريل عليه السلام : ألا أخبرك يا محمد صلى الله عليه وسلم بأفضل ما يتعوذ به ؟ قلت : «وَمَا هُوَ ؟ » قال المعوذتان .
وروى علقمة عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «مَا تَعَوَّذَ المُعَوِّذُونَ بِمِثْلِ المَعوذتَيْنِ » .
وروي عن الحسن البصري في قوله تعالى : { مِنَ الجنة والناس } قال : إن من الناس شياطين ، فتعوذوا بالله من الشياطين . يعني : شياطين الجن والإنس ، وقال : هما شيطانان ، فأما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فإنه علانية .
وروى أبو معاوية عن عثمان بن واقد قال : أرسلني أبي إلى محمد بن المنكدر أسأله عن المعوذتين أهما من كتاب الله تعالى ؟ قال : من لم يزعم أنهما من كتاب الله تعالى فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . ( والله أعلم ، وصلَّى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، والملائكة والمقربين ، وأهل طاعتك أجمعين . ورضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعي التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، حسبنا الله ونعم الوكيل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.