فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ} (5)

{ الذي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناس } الموصول يجوز أن يكون في محل جرّ نعتاً للوسواس ، ويجوز أن يكون منصوباً على الذم ، ويجوز أن يكون مرفوعاً على تقدير مبتدأ . وقد تقدّم معنى الوسوسة . قال قتادة : إن الشيطان له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان ، فإذا غفل ابن آدم عن ذكر الله وسوس له ، وإذا ذكر العبد ربه خنس . قال مقاتل : إن الشيطان في صورة خنزير يجري من ابن آدم مجرى الدم في عروقه سلطه الله على ذلك ، ووسوسته هي الدعاء إلى طاعته بكلام خفيّ يصل إلى القلب من غير سماع صوت .