معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ} (4)

قوله عز وجل : { كُفُواً أَحَدٌ } .

يثقل ويخفف ، وإذا كان فعل النكرة بعدها أتبعها في كان وأخواتها ، فتقول : لم يكن لعبد الله أحد نظير ، فإذا قدمت النظير نصبوه ، ولم يختلفوا فيه ، فقالوا : لم يكن لعبد الله نظير أحد . وذلك أنه إذا كان بعدها فقد أتبع الاسم في رفعه ، فإذا تقدم فلم يكن قبله شيء يتبعه رجع إلى فعل كان فنصب . والذي قرأ «أحدُ اللهُ الصمدُ » بحذف النون من ( أحد ) يقول : النون نون الإعراب إذا استقبلتها الألف واللام حذفت . وكذلك إذا استقبلها ساكن ، فربما حذفت وليس بالوجه قد قرأَتِ القراء : { وقالت اليهود عُزَيْرُ ابنُ اللهِ } ، و«عزيرٌ ابن الله » ، والتنوين أجود ، وأنشدني بعضهم :

لَتَجِدَنِّي بالأميرِ بَرّا *** وبالقناةِ مِدْعَسًا مِكَرَّا

إذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرَّا *** . . .

وأنشدني آخر :

كيْفَ نَومي على الفراشِ ولما *** تَشْملِ الشَّامَ غارةٌ شعواءُ

تُذْهِلُ الشَّيخَ عن بَنيهِ وتُبدي *** عن خِدامِ العقيلةُ العذراءُ

أراد عن خدامٍ العقيلةُ العذراء ، وليس قولهم عن خدامٍ [ عقيلة ] عذراء بشيء .