محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ} (5)

{ الذي يوسوس في صدور الناس } أي بالإلقاء الخفي في النفس ، إما بصوت خفي لا يسمعه إلا من ألقي إليه ، وإما بغير صوت .

قال ابن تيمية : ( والوسوسة ) من جنس ( الوشوشة ) بالشين المعجمة ، يقال :( فلان يوسوس فلانا ) ، و ( قد وشوشه ) ، إذا حدثه سرا في أذنه ، وكذلك الوسوسة ، ومنه وسوسة الحلي ، لكن هو بالسين المهملة أخص .

وقال الإمام : إنما جعل الوسوسة في الصدور على ما عهد في كلام العرب من أن الخواطر في القلب ، والقلب مما حواه الصدر عندهم ، وكثيرا ما يقال : ( إن الشك يحوك في صدره ) ، وما الشك إلا في نفسه وعقله ، وأفاعيل العقل في المخ ، وإن كان يظهر لها أثر في حركات الدم ، وضربات القلب ، وضيق الصدر ، أو انبساطه .