غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ} (5)

1

وإنما قال { في صدور الناس } ولم يقل " في قلوبهم " ؛ لأن الشيطان لا تسلط له على قلب المؤمن الذي هو بين أصبعين من أصابع الرحمن . واعلم أن المستعاذ به مذكور في السورة الأولى بصفة واحدة ، وهو أنه رب الفلق ، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات : الغاسق والنفاثات والحاسد ، وأما في السورة الثانية فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاث وهي : الرب والملك والإله ، والمستعاذ منه آفة واحدة ، وهي الوسوسة . وفيه إشارة إلى أن حفظ النفس والدين أهم من حفظ البدن ؛ بل الثاني مطلوب بالعرض ، والأوّل مقصود بالذات .

/خ6