وقوله : { لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائمَةٌ . . . }
ذَكَر أمّه ولم يذكر بعدها أخرى ، والكلام مبنىّ على أخرى يراد ؛ لأن سواء لا بدّ لها من اثنين فما زاد .
ورفع الأمة على وجهين ؛ أحدهما أنك تَكُرُّه على سواء كأنك قلت : لا تستوى أمة صالحة وأخرى كافرة منها أمّة كذا وأمّة كذا ، وقد تستجيز العرب إضمار أحد الشيئين إذا كان في الكلام دليل عليه ، قال الشاعر :
عصيت إليها القلب إنى لأمرها *** سميع فما أَدرى أَرُشْد طِلابُها
ولم يقل : أم غىّ ، ولا : أم لا ؛ لأن الكلام معروف والمعنى . وقال الآخر :
أراك فلا أدرى أهمّ هممته *** وذو الهمّ قِدما خاشع متضائل
وما أدرى إذا يمَّمت وجها *** أريد الخير أيُّهما يلِينى
أألخير الذي أنا أبتغيه *** أم الشرُّ الذي لا يأتلينى
ومنه قول الله تبارك وتعالى : { أمَّن هو قانِت آناء الليلِ ساجِدا وقائما } ولم يذكر الذي هو ضدّه ؛ لأنّ قوله : { قل هل يستوِي الذِين يعلمون والذِين لا يعلمون } دليل على ما أضمِر من ذلك .
وقوله : { يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آناء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ } السجود في هذا الموضع اسم للصلاة لا للسجود ؛ لأن التلاوة لا تكون في السجود ولا في الركوع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.