بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ} (113)

ثم بيَّن فضيلة من آمن من أهل الكتاب على من لم يؤمن فقال تعالى : { لَيْسُواْ سَوَاء } قال بعضهم : هذا معطوف على الأول { منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون } { ليسوا سواء } في الثواب ، فيكون هاهنا وقف . وقال بعضهم : هذا ابتداء ، ويكون فيه مضمر ، فكأنه يقول : ليس من آمن منهم ويتلون آيات الله كمن هو كافر . كقوله تعالى : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ أنَاءَ الليل ساجدا وقائما يَحْذَرُ الآخرة وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يستوي الذين يَعْلَمُونَ والذين لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الألباب } [ الزمر : 9 ] معناه : ليس كالذي هو من أهل النار ، فكذلك هاهنا قال : ليس من آمن { مّنْ أَهْلِ الكتاب } كمن لم يؤمن ، فبين الذين آمنوا فقال : { مّنْ أَهْلِ الكتاب أُمَّةٌ قَائِمَةٌ } يعني مُهَذَّبة عاملة بكتاب الله تعالى . ويقال : مستقيمة .

وروى الزجاج عن الأخفش قال : ذو أمة قائمة ، يعني ذو طريقة قائمة { يَتْلُونَ آيات الله } يعني القرآن في الصلاة { آناء الليل } يعني في ساعات الليل { وَهُمْ يَسْجُدُونَ } أي يصلون لله .