ثم بيَّن فضيلة من آمن من أهل الكتاب على من لم يؤمن فقال تعالى : { لَيْسُواْ سَوَاء } قال بعضهم : هذا معطوف على الأول { منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون } { ليسوا سواء } في الثواب ، فيكون هاهنا وقف . وقال بعضهم : هذا ابتداء ، ويكون فيه مضمر ، فكأنه يقول : ليس من آمن منهم ويتلون آيات الله كمن هو كافر . كقوله تعالى : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ أنَاءَ الليل ساجدا وقائما يَحْذَرُ الآخرة وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يستوي الذين يَعْلَمُونَ والذين لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الألباب } [ الزمر : 9 ] معناه : ليس كالذي هو من أهل النار ، فكذلك هاهنا قال : ليس من آمن { مّنْ أَهْلِ الكتاب } كمن لم يؤمن ، فبين الذين آمنوا فقال : { مّنْ أَهْلِ الكتاب أُمَّةٌ قَائِمَةٌ } يعني مُهَذَّبة عاملة بكتاب الله تعالى . ويقال : مستقيمة .
وروى الزجاج عن الأخفش قال : ذو أمة قائمة ، يعني ذو طريقة قائمة { يَتْلُونَ آيات الله } يعني القرآن في الصلاة { آناء الليل } يعني في ساعات الليل { وَهُمْ يَسْجُدُونَ } أي يصلون لله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.