تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ} (113)

الآية 113 وقوله تعالى : { ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله } الآية ، أي لا استواء بين من آمن منهم ، ويعني : { من أهل الكتاب } ومن لم يؤمن منهم ، [ لأن منهم ]{[4248]} من قد آمن ، فصاروا أمة قائمة ، قيل : عدلة كقوله : { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } [ الأعراف : 159 ] وقيل : { أمة قائمة } على حدود الله وفرائضه وطاعته وكتابه ، لم يحرفوه ، وقيل : { أمة قائمة } مهتدية ، وهم الذين آمنوا منهم .

وعن ابن مسعود رصي الله عنه : [ أنه ]{[4249]} قال : { أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل } وأطراف النهار أمة محمد صلى الله عليه وسلم { وهم يسجدون } ولم يكن هذا للأمم السالفة ، وفي حرف حفصة : ( ليس أهل الكتاب [ سواء لأن ]{[4250]} منهم أمة قائمة ) كقوله تعالى : { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون } { أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم [ جنات المأوى ] }{[4251]} { وأما الذين فسقوا فمأواهم النار } الآية [ السجدة : 18- 20 ] .

وقوله تعالى : { وهم يسجدون } أي يصلون ، ويحتمل { يسجدون } يخضعون . والسجود ، هو الخضوع .


[4248]:من م، ساقطة من الأصل.
[4249]:في الأصل وم: كذا.
[4250]:في الأصل وم: ليسوا.
[4251]:في الأصل وم: كذا.