نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{۞لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ} (113)

ولما كان السياق ربما أفهم أنهم كلهم{[18672]} كذلك{[18673]} قال مستأنفاً نافياً لذلك : { ليسوا سوآء } أي في هذه الأفعال ، يثني سبحانه وتعالى على من أقبل على الحق منهم وخلع الباطل ولم يراع سلفاً ولا خلفاً بعيداً ولا قريباً . ثم استأنف قوله بياناً لعدم استوائهم : { من أهل الكتاب } فأظهر لئلا يتوهم عود الضمير على خصوص من حكم بتكفيرهم { أمة } أي جماعة يحق لها أن تؤم{[18674]} { قائمة } أي مستقيمة على ما أتاها به نبيها{[18675]} في الثبات على ما شرعه ، متهيئة بالقيام للانتقال عنه عند مجيء الناسخ الذي بشر به ووصفه . غير زائغة بالإيمان ببعضه {[18676]}والكفر ببعضه{[18677]} . ثم ذكر الحامل على الاستقامة فقال : { يتلون } أي يتابعون مستمرين { آيات الله } أي علامات ذي الجلال والإكرام{[18678]} المنزلة الباهرة{[18679]} التي {[18680]}لا لبس{[18681]} فيها { آناء الليل } أي ساعاته { وهم يسجدون * } أي يصلون في غاية الخضوع .


[18672]:سقط من ظ.
[18673]:من مد، وفي الأصل وظ: لذلك.
[18674]:في الأصول: قوم.
[18675]:من مد، وفي الأصل: بغيرها، وفي ظ: تنبها.
[18676]:سقط من ظ .
[18677]:سقط من ظ.
[18678]:زيد بعده في الأصل: الذي له الحلال وتناهي الكمال ما حير العقول ولم تكن الزيادة في ظ ومد ـ وستأتي بعد قوله تعالى "يؤمنون بالله" ـ فحذفناها.
[18679]:من ظ ومد، وفي الأصل: القاهرة.
[18680]:في ظ: ليس.
[18681]:في ظ : تومنون.