معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (142)

وقوله : { وَلَما يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ . . . }

خفض الحسن " ويعلمِ الصابِرين " يريد الجزم . والقرّاء بعدُ تنصبه . وتهو الذي يسمّيه النحويّون الصرف ؛ كقولك : " لم آته وأُكرِمَهُ إلا استخفّ بي " والصرف أن يجتمع الفعلان بالواو أو ثم أو الفاء أو أو ، وفي أوّله جحد أو استفهام ، ثم ترى ذلك الجحد أو الاستفهام ممتنعا أن يُكَرَّ في العطف ، فذلك الصرف . ويجوز فيه الإتباع ؛ لأنه نسق في اللفظ ؛ وينصب ؛ إذ كان ممتنعا أن يحدث فيهما ما أحدث في أوّله ؛ ألا ترى أنك تقول : لست لأبى إن لم أقتلك أو إن لم تسبقني في الأرض . وكذلك يقولون : لا يسعُني شيء ويضيقَ عنك ، ولا تكرّ ( لا ) في يضيق . فهذا تفسير الصرف .