التفسير : إنه سبحانه لما ذكر فوائد مداولة الأيام وحكمها ، أتبعها ما هو السبب الأصلي في ذلك فقال : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة } بدون تحمل المشاق . و " أم " منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار و " لما " بمعنى " لم " مع زيادة التوقع . وليس المراد نفي العلم بالمجاهدين ولكن المراد نفي المعلوم . وإنما حسن إقامة ذلك مقام هذا لأن العلم متعلق بالمعلوم كما هو عليه ، فلما حصلت بينهما هذه المطابقة حسن إقامة أحدها مقام الآخر . تقول : ما علم الله في فلان خيراً أي ما فيه خير حتى يعلمه . فحاصل الكلام لا تحسبوا أن تدخلوا الجنة ولم تجاهدوا بعد . وإنما أنكر هذا الحسبان لأنه تعالى أوجب الجهاد قبل هذه الواقعة ، وأوجب الصبر على تحمل متاعبها ، وبين وجوه المصالح المنوطة بها في الدين والدنيا . وإذا كان كذلك فمن البعيد أن يصل الإنسان إلى السعادة والجنة مع إهمال مثل هذه الطاعة . والواو في قوله : { ويعلم الصابرين } واو الجمع في قولهم : لا تأكل السمك وتشرب اللبن . كأنه قيل : إن دخول الجنة وترك المصابرة على الجهاد مما لا يجتمعان فليس كل من أقر بدين الله كان صادقاً ، ولكن الفيصل فيه تسليط المكروهات ومخالفات النفس فإن الحب هو الذي لا ينقص بالجفاء ولا يزداد بالوفاء . وقيل : التقدير أظننتم أن تدخلوا الجنة قبل أن يعلم الله المجاهدين وأن يعلم الصابرين ؟ ووجه آخر وهو أن يكون مجزوماً أيضاً لكن الميم لما حركت للساكنين حركت بالفتحة إتباعاً للفتحة قبلها .
وهذا كما قرئ { ولما يعلم الله } : بفتح الميم إلا أن يراد ولما يعلمن بالنون الخفيفة ثم حذفت . وقرأ الحسن { ويعلم } بالجزم على العطف . وروي عن أبي عمرو { ويعلم } بالرفع على الحال كأنه قيل : ولما تجاهدوا وأنتم صابرون
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.