الآية 142 وقوله تعالى { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة } قيل : بل { حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم } ( قيل فيه بوجهين :
والثاني{[4464]} { لما يعلم } بمعنى إلا أن يعلم يعني ) {[4465]} لا تدخلوا الجنة إلا أن يعلم الله الذين جاهدوا منكم ، وهو كقوله عز وجل : { وإن كل نفس لما عليها حافظ } ( الطارق 4 ) من قرأ بالتشديد فمعناه{[4466]} :
إلا عليها حافظ ومن قرأ بالتخفيف فمعناه لعليها حافظ وما صلة{[4467]} .
وفي قوله عز وجل أيضا : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة } أي ظننتم ذلك { ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم } وقال في موضع آخر : { أو لما أصابتكم مصيبة } آل عمران 165 ) بمعنى أَوَلَمْ تجاهدوا أَوَلَم يصبْكم مثل الذي ذكر ففي ذلك وعد أن يصيب أولئك الذين خاطبهم به ما أصاب من تقدمهم ، وأن الله قد يعلم أنهم يجاهدون قبل الموت . وعلى هذا قال قوم في تأويل قوله عز وجل : { صدقوا ما عاهدوا الله } ( الأحزاب 23 ) أن يدخلوا الجنة إذا أصاب مثل قوله عز وجل { إن كل نفس لما عليها حافظ } ( الطارق 4 ) بالتشديد{[4468]} إلا عليها حافظ فيكون بمعنى الإضمار : أي لا تدخلوا إلا أن يعلم الله الذين جاهدوا منكم وقد بينا ما في العلم في الحرف الأول ( أن له وجهين ) {[4469]} أيضا :
أحدهما : أن الله لم يعلم بذلك وهو العالم بكل شيء فلو كان لكان يعلم .
والثاني : ان يعلموا أن يكونوا لم يجاهدوا بعد ، وسيجاهدون على ما بينا والله اعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.