فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (142)

{ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين } : كان المعنى بل أتظنون أن تدركوا نعيم الآخرة والخلود في جنتها دون أن تجاهدوا وتصبروا على أمانات رب العالمين ؟ لن يتحقق الفوز بالجنات إلا بالجهاد في سبيل الحق والصبر في البأساء والضراء وحين البأس مع صبر جميل على طاعة الله تعالى وصبر عن معصيته وتلك سنة للمولى – تقدست أسماؤه لا تتبدل ، يقول جل ثناؤه : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذي خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا . . }{[1159]} ، ويقول سبحانه : { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلكم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }{[1160]} ، وفرق بين لم و{ ما } فجعل لم لنفي الماضي ولما لنفي الماضي والمتوقع و{ يعلم } منصوب بإضمار أن ، وقال الزجاج : الواو بمعنى حتى .


[1159]:من سورة البقرة الآية 214.
[1160]:من سورة العنكبوت الآيتان 2-3.