معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (144)

وقوله : { أَفإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ على أَعْقَابِكُمْ }

كلُّ استفهام دخل على جزاء فمعناه أن يكون في جوابه خبر يقوم بنفسه ، والجزاء شرط لذلك الخبر ، فهو على هذا ، وإنما جزمته ومعناه الرفع لمجيئه بعد الجزاء ؛ كقول الشاعر :

حلفت له إنْ تُدْلجِ اللَّيْلَ لاَ يَزَلْ *** أَمامكَ بَيْتٌ من بيُوتِىَ سائرُ

ف ( لا يزل ) في موضع رفع ؛ إلا أنه جُزِم لمجيئه بعد الجزاء وصار كالجواب . فلو كان " أفإن مات أو قتل تنقلبون " جاز فيه الجزم والرفع . ومثله { أفإن مِتَّ فَهُمُ الخالدون } المعنى : أنهم الخالدون إن مت . وقوله : { فكَيْفَ تَتَّقُون إِنْ كَفَرْتم يوما يَجْعَلُ الوِلدانَ شِيبا } لو تأخرت فقلت في الكلام : ( فكيف إن كفرتم تتقون ) جاز الرفع والجزم في تتقون .