الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (142)

قوله : ( أَمْ حَسِبْتُمُ أَن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الذِينَ جَاهَدُوا ) الآية [ 142 ] .

قرأ الحسن ويحيى بن يعمر ( وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) عطفاً على ( وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ )( {[10935]} ) .

ومن نصب في ظهر " أن " عند الخليل وسيبويه( {[10936]} ) ، وعلى الصرف عند الكوفيين( {[10937]} ) ، ومعنى الصرف عندهم أن يكون في أول الكلام جحد( {[10938]} ) ، أو استفهام أو نهي ، ولا تمكن( {[10939]} ) إعادته مع حرف العطف فإذا لم تمكن إعادته لم يعطف بالثاني على الأول ، ولكن يصرف على العطف على النصب( {[10940]} ) .

والمعنى : أم حسبتم أيها المؤمنون أن تنالوا الكرامة ، ولم تختبروا بالشدة( {[10941]} ) والبأساء ، فيعلم منه صدقكم وصبركم واقعاً وقد كان تعالى ذكره ، علمه غيباً ، ولكن لا تقع المجازاة إلا على ما خرج من الأفعال إلى الوجود .


[10935]:- انظر: معاني الزجاج 1/472.
[10936]:- انظر: الكتاب 4/322-224-234، ومعاني الفراء 1/235، والإنصاف مسألة 75.
[10937]:- انظر: إعراب النحاس 1/367.
[10938]:- (أ): جحود.
[10939]:- (ج): ولا تكن.
[10940]:- انظر: القطع 38 والمغني لابن هشام 367-399-393 وجامع البيان 4/108.
[10941]:- (ج): بالشهادة.