التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (142)

قوله : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) .

( أم حسبتم ) ، كلام مستأنف . وأم منقطعة ومعنى الهمزة فيها للإنكار ، أي بل حسبتم . وجملة ( ولما يعلم ) في محل نصب على الحال . ولما بمعنى لطم إلا أن فيها ضربا من التوقع فدل على نفي الجهاد فيما مضى وعلى توقعه فيما يستقبل . ويعلم مجزوم بلما وكسرت فيها الميم لالتقاء الساكنين ( ويعلم الصابرين ) يعلم منصوب بإضمار أن . وقيل : الواو بمعنى حي ، أي حتى يعلم الصابرين{[602]} .

والمعنى المراد من الآية : أتحسبون أن تدخلوا الجنة من غير مجاهدة منكم وصبر . فإنه من البعيد أن تصلوا إلى السعادة والفوز برضى الله والجنة من غير مجاهدة وتضحية وصبر .


[602]:- فتح القدير جـ 1 ص 385 وتفسير القرطبي جـ 4 ص 220.