غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{هَٰذَا فَلۡيَذُوقُوهُ حَمِيمٞ وَغَسَّاقٞ} (57)

قوله { هذا } قد مر بعض إعرابه في الوقوف ، ويحتمل أن يراد العذاب هذا ثم ابتدأ فقال هو حميم أو منه { حميم } ومنه { غساق } أو { هذا فليذوقوه } معناه ليذوقوا هذا فليذوقوه كقوله { فإِياي فارهبون } [ النحل : 51 ] وقيل : { حميم } مبتدأ و { هذا } خبره . والغساق بالتخفيف والتشديد ما يغسق من صديد أهل النار . يقال : غسقت العين إذا سال دمعها . وذكر الأزهري أن الغاسق البارد ولهذا قيل الليل الغاسق لأنه أبرد من النهار . فالحميم يحرق بحرّه ، والغساق يحرق ببرده . وقال الزجاج : إنه المنتن لو قطرت منه قطرة في المغرب لنتنت أهل المشرق يؤيده قول ابن عمر : هو القيح الذي يسيل منهم يجتمع فيسقونه . وقال كعب : هو عين في جهنم يسيل إليها سم كل ذي سم من عقرب وحية . وعن الحسن : هو عذاب لا يعلمه إلا الله . إن الناس أخفوا الله طاعة فأخفى لهم ثواباً في قوله { فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين } [ السجدة : 17 ] .