( قوله تعالى ذكره ){[58493]} : { هذا فليذوقوه ) – إلى – { نذير مبين }[ 55-69 ] .
( هذا ) مرفوع بالابتداء ، و( حميم ) الخبر{[58494]} . فلا تقف على هذا إلا على ( أزواج ){[58495]} .
ويجوز أن يكون الخبر ( فليذوقوه ) ، فتقف{[58496]} على ( فليذوقوه ){[58497]} ويجوز أن يكون ( خبر ابتداء محذوف ، أي : الأمر هذا ){[58498]} ، فتقف على ( هذا ) إن شئت{[58499]} . ويجوز أن يكون ( هذا ) في موضع نصب ( بإضمار قول يفسره ( فليذوقوه ) ، مثل ){[58500]} : زيدا فاضربه فتقف على هذا التأويل ( فليذوقوه ) وترفع ( حميم وغساق ) على معنى : هو حميم ، أو منه حميم{[58501]} .
والحميم : الذي قد انتهى حره . قاله السدي{[58502]} .
وقال ابن زيد : الحميم : دموع أعينهم تجمع في حياض النار فيسقونه{[58503]} .
قال قتادة : الغساق : ما يسيل من بين جلده ولحمه .
قال السدي : الغساق : الذي يسيل من أعينهم ودموعهم يسقونه مع الحميم{[58504]} .
وقال ابن زيد : هو الصديد الذي يخرج من جلودهم مما تصهرهم{[58505]} النار ، يجمع{[58506]} في حياض في النار فيسقونه{[58507]} ، وقال مجاهد : الغساق : أبرد البرد{[58508]} .
وقال ابن عمر : هو القيح الغليظ ، لو أن قطرة منها تهراق{[58509]} في المغرب لأنتنت أهل المشرق ، ولو{[58510]} تهراق بالشرق لأنتنت أهل المغرب{[58511]} .
وقال كعب : ( الغساق : عين في جهنم يسيل إليها حُمَةُ{[58512]} كل ذات حُمَةِ من حية أو عقرب فتُستنقع{[58513]} فيُؤتى بالآدمي فيُغمس غمسة واحدة فيخرج وقد سقط جلده ولحمه عن العظام حتى يتعلق جلده إلى{[58514]} كعبيه وعقبيه ، ويجر لحمه جر الرجل ثوبه ){[58515]} .
وروى الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا " {[58516]} .
وقيل : هو ماء قد انتهى في البرودة ضد الحميم ، يحرق كما يحرق الحميم{[58517]} .
والعرب تقول : غسقت عينه ، إذا سالت .
فمن شدد جعله مثل{[58518]} سيال ، ومن خفف جعله مثل سائل{[58519]} .
فهو على هذا الاشتقاق ما سيل من أجسام أهل النار . ولم يعرف الكسائي ما هو . ومن شدد جعله صفة ، ومن خفف أجاز{[58520]} أن يكون صفة واسما{[58521]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.