وقوله : { لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ . . . }
وظَلَمَ . وقد يكون ( مَنْ ) في الوجهين نصبا على الاستثناء على الانقطاع من الأوّل . وإن شئت جعت ( من ) رفعا إذا قلت ( ظُلم ) فيكون المعنى : لا يحبُّ الله أن يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم . وهو الضيف إذا أراد النزول على رجل فمنعه فقد ظلمه ، ورخّص له أن يذكره بما فعل ؛ لأنه منعه حقَّه . ويكون { لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ } كلاما تاما ، ثم يقول : إلا الظالم فدعوه ، فيكون مثل قول الله تبارك وتعالى { لئلاّ يكونَ لِلناسِ عليكم حُجّة إِلا الِذين ظَلَموا } فإن الظالم لا حجَّة له ، وكأنه قال إلا مَنْ ظلم فَخلُّوه . وهو مثل قوله { فذكِّر إنما أنت مُذَكِّر } ثم استثنى فقال { إِلا مَنْ تَوَلَّى وكفر } فالاستثناء من قوله { إنما أنت مُذَكّر } وليست فيه أسماء . وليس الاستثناء من قوله { لَسْتَ عَلَيْهم بمصيطر } ومثله مّما يجوز أن يستثنى ( الأسماء ليس قبلها ) شيء ظاهر قولك : إني لأكره الخصومة والمِرَاء ، اللهم إلاَّ رجلا يريد بذلك الله . فجاز استثناء الرجل ولم يذكر قبله شيء من الأسماء ؛ لأن الخصومة والمِرَاء لا يكونان إلا بين الآدمييّن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.