معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (23)

وقوله : { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ } .

«ذلكم » في موضع رفع بالظن ، وجعلت «أرداكم » في موضع نصب ، كأنك قلت : ذلكم ظنكم مُرْدِياً لكم . وقد يجوز أن تجعل الإرداء هو الرافع في قول من قال : هذا عبد الله قائم [ 166/ا ] يريد : عبد الله هذا قائم ، وهو مستكره ، ويكون أرداكم مستأنفا لو ظهر اسما لكان رفعا مثل قوله في لقمان : { الم ، تِلْكَ آياتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ، هُدًى ورحمةٌ } ، قد قرأها حمزة كذلك ، وفي قراءة عبد الله : «أََأَلِدُ وَأَنا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعلي شَيْخٌ " ، وفي ق : { هَذَا ما لَدَيَّ عَتيدٌ } كل هذا على الاستئناف ؛ ولو نويت الوصل كان نصبا ، قال : وأنشدني بعضهم :

مَنْ يك ذا بَتٍّ فهذا بَتِّي *** مُقيِّظٌ مصيِّف مُشَتِّي

جمعته من نعجات ست *** . . .