وقوله تعالى : { وذلكم } إشارة إلى ظنهم هذا وهو مبتدأ وقوله تعالى : { ظنكم } بدل منه ، وقوله تعالى : { الذي ظننتم بربكم } نعت البدل والخبر { أرداكم } أي : أهلككم ، وفي هذا تنبيه على أن من حق المؤمن أن لا يذهب عنه ولا يزول عن ذهنه أن عليه من الله تعالى عيناً كالئة ورقيباً مهيمناً حتى يكون في أوقاته وخلواته من ربه أهيب وأحسن احتشاماً وأوفر تحفظاً وتصوراً منه مع الملأ ، ولا ينبسط في سره مراقبة من التشبه بهؤلاء الظانين .
ولما كان الصباح محل رجاء للإفراج فكان شر الإتراح ما كان فيه ، قال تعالى { فأصبحتم } أي : بسبب ما أعطيتموه من النعم لتستنقذوا أنفسكم به من الهلاك ، كان سبب هلاككم { من الخاسرين } أي : العريقين في الخسارة المحكوم بخسارتهم في جميع ذلك اليوم .
قال المحققون : الظن قسمان أحدهما : حسن ، والآخر : فاسد ، فالحسن ، أن يظن بالله تعالى الرحمة والفضل والإحسان قال صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى : «أنا عند ظن عبدي بي » . وقال صلى الله عليه وسلم : «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله » .
والظن الفاسد أن يظن أن الله تعالى يعزب عن علمه بعض هذه الأحوال . وقال قتادة : الظن نوعان : منجي ومردي ، فالمنجي : قوله : { إني ظننت أني ملاق حسابيه } ( الحاقة : 20 ) وقوله تعالى : { الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون } ( البقرة : 46 ) والمردي : هو قوله تعالى : { وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.