الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (23)

{ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ } أهلككم . { فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ الُخَاسِرِينَ } قال قتادة : الظنّ هاهنا بمعنى العلم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يموتنّ أحدكم ، إلاّ وهو يحسن الظنّ بالله ، وإنّ قوماً أساءوا الظنّ بربّهم فأهلكهم "

فذلك قوله : { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم } . . . الآية .

أخبرنا الحسين بن محمّد بن فنجويه الدينوري ، حدثنا عمر بن أحمد بن القاسم النهاوندي ، حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي ، حدثنا أحمد بن حفص ، حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي الزياد عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى :

" أنا عند ظنّ عبدي بيّ ، وأنا معه حين يذكرني " .

وقال قتادة : من استطاع منكم أن يموت وهو حسن الظنّ بربّه فليفعل ، فإنّ الظنّ إثنان : ظنّ ينجي ، وظنّ يردي ، وقال محمّد بن حازم الباهلي :

الحسن الظنّ مستريح *** يهتم من ظنّه قبيح

من روح الله عنه *** هبّت من كلّ وجه ريح

لم يخب المرء عن منح *** سخاء وإنّما يهلك الشحيح