قوله : «وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ » فيه أوجه :
أحدها : أن «ذلكم » رفع بالإبتداء و«ظنكم » خبره و«الَّذِي ظَنَنْتُمْ » نعته «وَأَرْداكُمْ » حال و«قد » معه مقدرة{[48735]} على رأي الجمهور خلافاً للأخفش{[48736]} ، ومنع مكي الحالية للخلو من «قد{[48737]} : وهو ممنوع لما تقدم .
والثاني : أن يكون «ظَنُّكُمْ » بدلاً ، والموصول خبره ، و «أَرْدَاكُمْ » حال أيضاً .
الثالث : أن يكون الموصول خبراً ثانياً .
الرابع : أن يكون «ظنكم » بدلاً أو بياناً ، والموصول هو الخبر ، و «أرْدَاكُمْ » خبر ثان{[48738]} .
الخامس : أن يكون ظنكم والموصول والجملة من «أرْداكم » أخباراً{[48739]} إلا أن أبا حيان ردَّ على الزمخشري قوله : «وَظَنُّكُمْ وَأَرْدَاكُمْ » خبران قال : لأن قوله «وَذلِكُمْ » إشارة إلى ظنهم السابق فيصير التقدير : وظنكم بربكم أنه لا يعلم ظنكم بربكم{[48740]} فاستفيد من الخبر ما استفيد من المبتدأ وهو لا يجوز وهذا نظير ما منعه النحاة من قولك : سَيِّد الجارية مالكها .
وقد منع ابن عطية كون «أَرْدَاكُمْ » حالاً ، لعدم وجود «قد{[48741]} » . وتقدَّم الخلاف في ذلك .
قال المفسرون : وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أي ظنكم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون أرادكم أهلككم . قال ابن عباس رضي الله عنهما : طرحكم في النار { فأصبحتم من الخاسرين }{[48742]} وهذا نص صريح في أن من ظن أنه يخرج شيء من المعلومات عن علم الله فإنه يكون من الهالكين الخاسرين{[48743]} .
أحدهما : حسن ، والآخر : فاسد . فالحسن أن يظن بالله عز وجل الرحمة والفضل والإحسان ، قال عليه الصلاة والسلام حكايةً عن الله عز وجل : «أنَا عِنْدَ ظَنِّّ عَبْدِي بي{[48744]} » وقال عليه الصلاة والسلام : «لاَ يمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلاَّ وهُوَ حَسَنُ الظَّنِّ بالله{[48745]} » .
والظن القبيح أن يظن أنه تعالى أنه يعزب{[48746]} عن علمه بعض الأحوال . وقال قتادة : والظن نوعان : مُنْجِي{[48747]} ومُرْدِي فالمنجي قوله : { إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } [ الحاقة : 2 ] وقوله : { الذين يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ } [ البقرة : 46 ] والمردي هو قوله { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الذي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.