وقوله : { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ . . . }
يكون مضافا . ولا يجوز التنوين في ( ثالث ) فتنصب الثلاثة . وكذلك قلت : واحد من اثنين ، وواحد من ثلاثة ؛ ألا ترى أنه لا يكون ثانيا لنفسه ولا ثالثا لنفسه . فلو قلت : أنت ثالث اثنين لجاز أن تقول : أنت ثالث اثنين ، بالإضافة ، وبالتنوين ونصب الاثنين ؛ وكذلك لو قلت : أنت رابع ثلاثة جاز ذلك ؛ لأنه فعل واقع .
وقوله : { وَما مِنْ إله إِلاَّ اله وَاحِدٌ } لا يكون قوله ( إِله واحِد ) إلا رفعا ؛ لأن المعنى : ليس إِله إِلا إِله واحد ، فرددت ما بعد ( إلا ) إلى المعنى ؛ ألا ترى أن ( مِن ) إذا فُقِدت من أوّل الكلام رفعت . وقد قال بعض الشعراء :
ما من حوِىّ بين بدرٍ وصاحةٍ *** ولا شُعْبةٍ إلا شِبَاعٌ نسورها
فرأيت الكسائي قد أجاز خفضه وهو بعد إلا ، وأنزل ( إلا ) مع الجحود بمنزلة غير ، وليس ذلك بشيء ؛ لأنه أنزله بمنزلة قول الشاعر :
أبنِى لبيني لستُم بِيدٍ *** إِلا يدٍ ليست لها عُضد
وهذا جائز ؛ لأن الباء قد تكون واقعة في الجحد كالمعرفة والنكرة ، فيقول : ما أنت بقائم ، والقائم نكرة ، وما أنت بأخينا ، والأخ معرفة ، ولا يجوز أن تقول : ما قام من أخيك ، كما تقول ما قام من رجل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.