قوله : { لَقَدْ كَفَرَ الذين قَالُواْ إِنَّ الله ثالث ثلاثة } وهذا كلام أيضاً مبتدأ لبيان بعض مخازيهم . والمراد بثالث ثلاثة واحد من ثلاثة ، ولهذا يضاف إلى ما بعده ، ولا يجوز التنوين كما قال الزجاج وغيره ، وإنما ينوّن وينصب ما بعده إذا كان ما بعده دونه بمرتبة نحو ثالث اثنين ورابع ثلاثة ، والقائل بأنه سبحانه وتعالى ثالث ثلاثة هم النصارى ، والمراد بالثلاثة : الله سبحانه ، وعيسى ، ومريم كما يدل عليه قوله : { أَأَنت قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذوني وَأُمّي إلهين مِن } وهذا هو المراد بقولهم ثلاثة أقانيم : إقنيم الأب وإقنيم الابن ، وإقنيم روح القدس ، وقد تقدّم في سورة النساء كلام في هذا ، ثم رد الله سبحانه عليهم هذه الدعوى الباطلة فقال : { وَمَا مِنْ إله إِلاَّ إله واحد } أي ليس في الوجود إلا الله سبحانه ، وهذه الجملة حالية ، والمعنى : قالوا تلك المقالة ، والحال أنه لا موجود إلا الله ، ومن في قوله : { مِنْ إِلَهٍ } لتأكيد الاستغراق المستفاد من النفي { وَإِن لَمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ } من الكفر ، { لَيَمَسَّنَّ الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاب أَلِيم } جواب قسم محذوف سادّ مسدّ جواب الشرط ، ومن في { مِنْهُمْ } بيانية أو تبعيضية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.