بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّآ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ وَإِن لَّمۡ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73)

ثم أخبر أن الفريق الآخر من النصارى هم كفار أيضاً ، فقال : { لَّقَدْ كَفَرَ الذين قَالُواْ إِنَّ الله ثالث ثلاثة } فيه مضمر معناه : ثالث ثلاثة آلهة ، ويقال : ثلث من ثلاثة آلهة ، يعني : أباً وأماً وروحاً قدساً ، يعني : الله ومريم وعيسى . قال الله تعالى ردّاً عليهم : { وَمَا مِنْ إله إِلاَّ إله واحد } يعني : هم كاذبون في مقالتهم ، ثم أوعدهم الوعيد إن لم يتوبوا فقال : { وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ } يعني : إن لم يتوبوا ، ولم يرجعوا عن مقالتهم ، { لَيَمَسَّنَّ الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ } فهذا لام القسم ، فكأنه أقسم بأنه ليصيبهم { عَذَابٌ أَلِيمٌ } يعني : إن أقاموا على كفرهم .